وفي القسمين السادس والسابع تحلّق بنا الآية إلى السماوات وخالق السماوات: ( والسماء وما بناها ) .
أصل خلقة السماوات بما فيها من عظمة مدهشة من أعظم عجائب الخليقة .
وبناء كلّ هذه الكواكب والأجرام السماوية وما يحكمها من أنظمة أعجوبة أخرى ...وأهم من كلّ ذلك ...خالق هذه السماوات .
ويلاحظ في عبارة «وما بناها » أنّ «ما » تستعمل في العربية لغير العاقل ،ولا يصح استعمالها في موضع الحديث عن الباري العليم الحكيم سبحانه .ولذا ذهب بعض إلى أنّها مصدرية لا موصولة ،وبذلك يكون معنى الآية الكريمة: «والسماء وبنائها » غير أنّ الآيات التالية: ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) ،لا يدع بما لا للشك أن «ما » موصولة ،وتعود إلى اللّه سبحانه خالق السماوات ،وورد في مواضع أخرى من القرآن الكريم استعمال «ما » للعاقل ،كقوله سبحانه: ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) .
من المفسّرين من قال إنّ «ما » استعملت هنا لتطرح مسألة المبدأ بشكل مبهم كي يستطيع البشر بالدراسة والنظر أن يتوصلوا إلى علم بالمبدأ سبحانه وحكمته ،ليتبدل بعد ذلك «ما » إلى «من » أي من الشيء المجهول الذي يعبّر عنه ب «ما » إلى معلوم ،غير أن التّفسير الأوّل أنسب .
/خ10