في الآيتين التاليتين يبيّن اللّه تعالى عظمة ليلة القدر ويقول سبحانه:
{وما أدراك ما ليلة القدر} .
{ليلة القدر خير من ألف شهر} .
والتعبير هذا يوضح أنّ عظمة ليلة القدر كبيرة إلى درجة خفيت على رسول اللّه( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً قبل نزول هذه الآيات ،مع ما له من علم واسع .
و«ألف شهر » تعني أكثر من ثمانين عاماً ،حقّاً ما أعظم هذه الليلة التي تساوي قيمتها عُمُراً طويلاً مباركاً .
وجاء في بعض التفاسير أنّ النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل اللّه ألف شهر ،فعجب المسلمون من ذلك فأنزل اللّه{إنّا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} ،التي لبس فيها ذلك الرجل السلاح في سبيل اللّه ألف شهر{[6093]} .
وروي أنّ أربعة أشخاص من بني إسرائيل عبدوا اللّه تعالى ثمانين سنة من دون ذنب ،فتمنى الصحابة ذلك التوفيق لهم ،فنزلت الآية المذكورة .
وهل العدد ( ألف ) في الآية للعدّ أو التكثير ؟قيل: إنّه للتكثير ،وقيمة ليلة القدر خير من آلاف الأشهر أيضاً ،ولكن الرّوايات أعلاه تبيّن أنّ العدد المذكور للعدّ ،والعدد عادة للعد إلاّ إذا توفرت قرينة واضحة تصرفه إلى التكثير .
/خ5