قوله تعالى{أثمَّ إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون}
قال الشيخ الشنقيطي: بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة ،أن الكفار يطلبون في الدنيا تعجيل العذاب كفرا وعنادا ،فإذا عاينوا العذاب آمنوا ،وذلك الإيمان عند معاينة العذاب وحضوره لا يقبل منهم ،وقد أنكر ذلك تعالى عليهم هنا بقوله:{أثم إذا ما وقع آمنتم به} ونفى أيضا قبول إيمانهم في ذلك الحين بقوله:{الآن وقد كنتم به تستعجلون} .وأوضح هذا المعنى في آيات أخر ،كقوله{فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين ،فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون} وقوله:{حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ،الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} .