القول في تأويل قوله تعالى:أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:أهنالك إذا وقع عذابُ الله بكم أيها المشركون "آمنتم به "، يقول:صدّقتم به في حالٍ لا ينفعكم فيها التصديق، وقيل لكم حينئذ:آلآنَ تصدّقون به، وقد كنتم قبل الآن به تستعجلون، وأنتم بنـزوله مكذبون؟ فذوقوا الآن ما كنتم به تكذّبون.
* * *
ومعنى قوله:(أثم)، في هذا الموضع:أهنالك ، وليست "ثُمَّ"هذه هاهنا التي تأتي بمعنى العطف. (13)
------------------
الهوامش:
(13) انظر تفسير "ثم "فيما سلف 2:535 وفيه تفسير "ثم "المفتوحة ، بمعنى:هنالك . وقد قال الطبري في تفسيره 8:351:"وقيل إن "ثم "ههنا بمعنى "ثم "بفتح التاء فتكون ظرفا ، والمعنى:أهنالك ، وهو مذهب الطبري . وقال أبو حيان في تفسيره 5:167 "وقال الطبري في قوله:أثم ، بضم الثاء أن معناه:أهنالك ، وليست "ثم "هذه ههنا التي تأتي بمعنى العطف ، وما قاله الطبري دعوى ".