قوله تعالى{وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربّهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{وإن تعجب فعجب} ،إن عجبت ،يا محمد{فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد} ،عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت .
قال ابن كثير: يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم{وإن تعجب} من تكذيب هؤلاء المشركين بأمر المعاد ،مع ما يشاهدونه من آيات الله سبحانه ودلائله في خلقه على أنه القادر على ما يشاء ،وما يعترفون به من أنه ابتدأ خلق الأشياء فكونها بعد أن لم تكن شيئا مذكورا ،ثم هم بعد هذا يكذبون خبره في أنه سيعيد العالمين خلقا جديدا ،وقد اعترفوا وشاهدوا ما هو أعجب مما كذبوا به ،فالعجب من قولهم{أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد} ،وقد علم كل عالم وعاقل أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ،وأن من بدأ الخلق فالإعادة عليه أسهل ،كما قال تعالى:{أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير} .
وانظر سورة سبأ آية ( 33 ) لبيان الأغلال ،وكذا في سورة غافر آية ( 71 ) .