التّفسير
تعجّب الكفّار من المعاد:
بعد ما انتهينا من البحث السابق عن عظمة الله ودلائله ،تتطرّق الآية الأُولى من هذه المجموعة إلى مسألة المعاد التي لها علاقة خاصّة بمسألة المبدأ ،ويؤكّد القرآن الكريم هذا المعنى حيث يقول: ( وإن تعجب فعجب قوله أءِذا كنّا تراباً أَءِنّا لفي خلق جديد ){[1913]} أي إذا أردت أن تتعجّب من قولهم هذا فتعجب لقولهم في المعاد .
هذا التعجّب من المعاد كان موجوداً عند جميع الأقوام الجاهلة ،فهم يظنّون أنّ الحياة بعد الموت أمرٌ محال ،ولكنّنا نرى أنّ الآيات السابقة وآيات أُخرى من القرآن الكريم تجيب على هذا التساؤل ،فما هو الفرق بين بدء الخلق والبعث من جديد ؟فالقادر الذي خلقهم أوّل مرّة باستطاعته أن يبعث الروح فيهم مرّة ثانية ،وهل نسي هؤلاء بداية خلقهم حتّى يجادلوا في بعثهم !؟