قوله تعالى ( ذلك الكتاب )
قال الطبري:حدثني يعقوب بن إبراهيم قال:حدثنا ابن علية قال: أخبرنا خالد الحذاء عن عكرمة قال ( ذلك الكتاب ) هذا الكتاب .
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي سعيد الأشج عن ابن علية بع . وإسناده صحيح تقدم ، وقد روي عن مجاهد والسدي وابن جريج نحوه . واستنادا على هذه الرواية فيكون معنى الكتاب:القرآن لأن الإشارة إليه ، واختصاص ذلك بالإشارة للبعيد حكم عرفي لا وضعي ، فإن العرب تعارض بين اسمي الإشارة ، فيستعملون كلا منهما مكان الآخر ، وهذا معروف في كلامهم ، وفي التنزيل من ذلك آيات كثيرة . ومن جرى على ان ذلك إشارة للبعيد يقول:إنما صحت الإشارة بذلك ، هنا إلى ما ليس ببعيد ، لتعظيم المشار إليه ، ذهابا إلى بعد درجته وعلو مرتبته ومنزلته في الهداية والشرف . ( انظر تفسير القاسمي 1/32-33 ) .
قوله تعالى ( لا ريب فيه )
قال عبد الرزاق الصنعاني: أخبرنا معمر عن قتادة ( لا ريب فيه ) يقول: لا شك فيه .
( تفسير عبد الرزاق ص 31 ) ، ورجاله ثقات وإسناده صحيح ، وأخرجه الطبري من طريق الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق به .قال ابن أبي حاتم الرازي:ولا أعلم في هذا الحرف اختلافا بين المفسرين ، منهم:ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وأبو مالك ، ونافع مولى ابن عمر ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبو العالية ، والربيع بن أنس وقتادة ، ومقاتل بن حيان ، والسدي ، وإسماعيل بن أبي خالد .
قوله تعالى ( هدى )
قال الطبري:حدثني أحمد بن حازم الغفاري قال:حدثنا أبو نعيم ، قال حدثنا سفيان ، عن بيان ، عن الشعبي ( هدى ) قال:هدى من الضلالة .
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبيه عن أبي نعيم وعيسى بن جعفر عن سفيان ، ومن طريق عبد الرزاق عن الثوري به . وسفيان هو الثوري وبيان هو ابن بشر الأحمسي ، وأبو نعيم هو الفضل بن دكين . وإسناده صحيح .
قوله تعالى ( للمتقين )
وقال ابن ماجة:حدثنا هشام بن عمار ، ثنا يحيى بن حمزة ، ثنا زيد بن واقد ، ثنا مغيث بن سمي عن عبد الله بن عمرو ، قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:أي الناس أفضل ؟ قال:كل مخموم القلب ، صدوق اللسان ، قالوا:صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال: هو التقي النقي لاإثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد .
( السنن رقم 4216 –الزهد ، ب الورع والتقوى ) . قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رواه البيهقي في سننه من هذا الوجه( مصباح الزجاجة 3/299 رقم1504 ) ، وصححه أيضا الشيخ الألباني ( صحيح سنن ابن ماجة رقم 3397 ) .
قال ابن أبي حاتم:حدثنا محمد بن يحيى أنبأ أبو غسان محمد بن عمرو زنيج ، ثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق قال فيما حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد ابن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: يقول الله سبحانه وبحمده ( هدى للمتقين ) أي الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى ويرجون رحمته بالتصديق بما جاء منه .
وإسناده حسن تقدم .
قال ابن أبي حاتم:حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا العباس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع ، حدثني سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة في قوله ( هدى للمتقين ) من هم ؟ نعتهم الله فأثبت نعتهم ووصفهم .
وإسناده صحيح تقدم .
وقد عدد الله تعالى أصنافا من المتقين في قوله تعالى ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) سورة البقرة آية:177 .