قوله تعالى:{لَا رَيْبَ فِيهِ} [ البقرة: 2] أي لا شك فيه .
فإن قلتَ: كيف نفى الرَّيْب ،وكم ضالِّ ارتاب فيه ؟
قلتُ: المراد أنه ليس محلا للرّيب({[9]} ) ،أو لا ريب فيه عند الله ،ورسوله ،والمؤمنين .
أو ذلك نفيٌ بمعنى النّهي ،أي لا ترتابوا فيه لأنه من عند الله ،ونظيره قوله تعالى:{وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ...} [ الحج: 7] .
فإن قلت: كيف قال:{هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [ البقرة: 2] وفيه تحصيل الحاصل ،لأن المتقين مهتدون ؟
قلتُ: إنما صاروا متّقين باستفادتهم الهدى من الكتاب ،أو المراد بالهدى الثبات والدوام عليه({[10]} ) .
أو أراد الفريقين واقتصر على المتقين ،لأنهم الفائزون بمنافع الكتاب ،وللإيجاز كما في قوله تعالى:{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ...} ({[11]} ) [ النحل: 81] .