قوله تعالى:{هدى لِّلْمُتَّقِينَ} .
صرح في هذه الآية بأن هذا القرءان هُدًى لّلْمُتَّقِينَ ،ويفهم من مفهوم الآيةأعني مفهوم المخالفة المعروف بدليل الخطابأن غير المتقين ليس هذا القرآن هدى لهم ،وصرح بهذا المفهوم في آيات أخر كقوله:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ في آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} وقوله:{وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} وقوله:{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ 124 وَأَمَّا الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم و ماتوا وهم كافرون} وقوله تعالى:{وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً} .
ومعلوم أن المراد بالهدى في هذه الآية الهدى الخاص الذي هو التفضل بالتوفيق إلى دين الحق ،لا الهدى العام ،الذي هو إيضاح الحق .