قوله تعالى:{فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم}
قال الحاكم: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ،ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ،ثنا محمد بن فليح ،عن موسى بن عقبة ،عن ابن شهاب ،عن سعيد بن المسيب ،عن أبيه قال: أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريده ،فاعترض رجال من المؤمنين ،فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلوا سبيله ،فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ،ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة ،فطعنه بحربته فسقط أبي عن فرسه ،ولم يخرج من طعنته دم ،فكسر ضلعا من أضلاعه ،فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا: ما أعجزك إنما هو خدش ؟فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:( بل أنا أقتل أبيا ) ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين ،فمات أبي إلى النار ،فسحقا لأصحاب السعير ،قبل أن يقدم مكة فأنزل الله{وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} الآية .
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .( المستدرك 2/327 – ك التفسير ،سورة الأنفال وصححه الذهبي وابن الملقن ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده يوم بدر فقال: ( يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا !فقال له جبريل: خذ قبضة من التراب !فأخذ قبضة من التراب ،فرمى بها في وجوههم ،فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة ،فولوا مدبرين .
( التفسير 13/445 ح 15827 ) ،وأخرج ابن أبي حاتم ( التفسير – سورة الأنفال/17 ح 174 ) من طريق أبيه ،عن أبي صالح به .وهذا الإسناد جيد محتج به .وتقدم الكلام عليه عند الآية ( 29 ) من سورة النساء .والحديث أورده الهيثمي في ( مجمع الزوائد 6/74 ) وعزاه للطبراني ثم قال: إسناده حسن .