قوله تعالى:{ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون 18 وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون} .
يبين الله حال المشركون السفهاء ؛إذ كانوا يعبدون الأوثان وهي أجسام مركومة عمياء لا تعي ولا تعقل .أو هي أشباح مصنوعة بلهاء لا تسمع ولا تنطق ولا تدري عن نفسها وعميق حولها شيئا .كانوا يعبدونها وهي لا تملك لهم ضرا ولا نفعا ،ويظنون واهمين أنها تشفع لهم عند الله .
قوله:{قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض} أي قل لهم يا محمد: أتخبرون الله أن ما لا يشفع في السموات ولا في الأرض يشفع لكم فيهما ؟!فذلك باطل ليس له حقيقة أو وجود .بل إن الله يعلم أن ذلك خلاف ما تزعمون وأن هذه الأصنام التي تعبدونها لا تملك الشفاعة لأحد ،بل لا تنفع أحدا ولا تضره .وفي ذلك من التهكم بالمشركين والاستخفاف بعقولهم ما لا يخفى .
قوله:{سبحانه وتعالى عما يشركون} ينزه الله نفسه العظيمة عما ينسه إليه هؤلاء السفهاء من شرك ؛فهو أعظم من أن يكون له شريك أو نديد .