قوله:{وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا} الأمة هنا بمعنى الطريقة والدين ،وفي الآية{كنتم خير أمة} أي كنتم خير أهل دين{[1955]} .
واختلفوا في تأويل هذه الآية فقيل: كان الناس أهل دين واحد وملة واحدة وهي ملة الإيمان والتوحيد .فكانوا جميعا على الدين الحق ،دين الفطرة وهو الإسلام .واختلف القائلون بهذا أنهم متى كانوا كذلك .فقال ابن عباس: كانوا على دين الإسلام في عهد آدم وفي عهد ولده إلى أن قتل أحد ابنيه أخاه .
وقيل: بقوا على دين الإسلام إلى زمن نوح حيث الطوفان وكانوا عشرة قرون ،ثم اختلفوا على عهد نوح ؛فبعث الله لهم نوحا .
وقال بعض المفسرين في المراد بأنهم كانوا أمة واحدة: إنهم خلقوا على فطرة الإسلام ،ثم اختلفوا في الأديان وهو ما يشير إليه قوله عليه الصلاة والسلام: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه ) وقيل غير ذلك .
قوله:{ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون} أي لولا ما سبق في حكم الله إنه لا يقضي بينهم فيما اختلفوا فيه قيل يوم القيامة لقضي بينهم في الدنيا فيما اختلفوا فيه ،لكنه سبحانه لم يفعل ،وذلك من أجل كلمته التي سبقت والتي لا تتخلف{[1956]} .