بعد أن أقام الأدلة على فساد عبادة الأصنام ،ذكر هنا ما كان عليه الناس من الوحدة في الدين ،ثم ما صاروا إليه من الاختلاف والفرقة .وقد كان الناس أمةً واحدة على الفِطرة ،والفطرة في أصلها كانت على التوحيد ،ثم بعث الله إليهم الرسل لإرشادهم وهدايتهم .فاختلفت نزعاتهم ،منهم من غلب عليه الخير ،ومنهم من غلب عليه الشر .وقد اقتضت مشيئة الله أن يُمهِلهم جميعا إلى أجَل يستوفونه ،وسبقت كلمته بذلك لحكمة يريدها ،ولولا ذلك لعجَّل لهم الهلاك بسبب الخلاف الذي وقعوا فيه .