ويقول هؤلاء المشركون: هلاّ أُنزل على محمد معجزةٌ غير القرآن تُقْنعنا بصدق رسالته كآيات الأنبياء السابقين الذين يحدّثنا عنهم !!
ومعنى هذا أنهم ما زالوا غير مدركين طبيعة الرسالة المحمدية ،من حيث أنها ليست معجزةً وقتية تنتهي بانتهاء جيلهم ،بل معجزة دائمة وعامة تخاطب الناس جميعا جيلا بعد جيل .ولذلك أجابهم جوابا فيه الإمهال والتهديد: قُل لهم أيها الرسول: إن نزول الآيات غيبٌ ،ولا يعلم الغيبَ إلا الله ،فإن كان القرآن لا يقنعكم فانتظروا قضاء الله بيني وبينكم في ذلك ،وأنا معكم من المنتظرين .
روى البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
( ما من نبي إلا وقد أُعطيَ من الآيات ما مثله آمنَ عليه البشر ،وإنما كان الذي أُوتيتُه وحياً أوحاه الله إليّ ،فأرجوا أن أكونَ أكثرَهم تابعاً يوم القيامة ) .