{وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ 20}
التفسير:
20{وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ...} الآية .
تعنت المشركون تعنتا شديدا أمام دعوة الإسلام ،والآية تحكي جانبا في تعنتهم وامتناعهم عن قبول دعوة الإسلام ،حتى يشاهدوا آية أي معجزة مثل: معجزات الرسل السابقين ؛كما حدث لسيدنا إبراهيم ،ونوح ،وموسى ،وعيسى .
وقد جعل الله القرآن معجزة رسولنا صلى الله عليه وسلم ،وجعله معجزة عقلية تشريعية تخاطب العقل والفكر وتحكي تاريخ الأمم ،وتبين سنن الله في الكون والحياة ؛ليكون إيمان الناس عن بينة ودليل .
قال تعالى:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} .( الإسراء: 106 ) .
{فقل إنما الغيب لله فانتظروا إنى معكم من المنتظرين} .
أي: إن ما اقترحتموه وزعمتم أنه من لوازم النبوة ،وعلقتم إيمانكم بنزوله ؛من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ولا علم لي به ،فإن كان قدر إنزال آية علي ؛فهو يعلم وقتها ،وينزلها فيه ،ولا أعلم إلا ما أوحاه إلي .
فانتظروا هذا الغيب ،لكنني منتظر ما يفعله الله بكم من نكال في الدنيا أو عذاب في الآخرة .
وفي معنى هذه الآية وردت آيات كثيرة تحكي تعنت المشركين في طلب معجزات مادية ومنافع دنيوية ؛حتى يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى:{وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا} .( الإسراء: 90 93 ) .
وقد أعطى الله رسوله معجزات أخرى لم تكن للتحدي ،مثل: استجابة بعض أدعيته صلى الله عليه وسلم ؛كشفاء المريض وإشباع العدد الكثير من الطعام القليل في غزوة بدر وغزوة تبوك ،وغير ذلك من المعجزات ؛لكن حجته على نبوته كانت كتاب الله المعجز بهدايته وعلومه .
روى الشيخان والترمذي: عن أبي هريرة مرفوعا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من نبي إلا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ،وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله ؛فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ) . xiii