القول في تأويل قوله تعالى:وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره:وما كان الناس إلا أهل دين واحد وملة واحدة فاختلفوا في دينهم، فافترقت بهم السبل في ذلك، ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) ، يقول:ولولا أنه سبق من الله أنه لا يهلك قوما إلا بعد انقضاء آجالهم،"لقضي بينهم فيما فيه يختلفون "يقول:لقضي بينهم بأن يُهلِك أهل الباطل منهم، وينجي أهل الحق . (28)
* * *
وقد بينا اختلاف المختلفين في معنى ذلك في "سورة البقرة "، وذلك في قوله:كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ، [سورة البقرة:213] ، وبينا الصواب من القول فيه بشواهده ، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع. (29)
17589- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:(وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا) ، حين قتل أحدُ ابني آدم أخاه.
17590- حدثني المثنى قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، بنحوه.
17591- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.
-------------------------
الهوامش:
(28) انظر تفسير "قضى "فيما سلف من فهارس اللغة ( قضى ) .
(29) انظر ما سلف 4:275 - 280 .