قوله تعالى:{إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون} الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم .{مرجعكم} مبتدأ مؤخر .{جميعا} منصوب على الحال .وذلك تذكير من الله لعباده بأن مرجعهم ومدرهم جميعا إليه .وقد أكد هذا الإخبار تأكيدا بقوله:{وعد الله حقا} وعدا منصوب على المصدر المؤكد .والتقدير: وعد الله وعدا .وحقا ،مصدر آخر مؤكد لهذا المعنى ؛أي حق ذلك حقا{[1940]} .
قوله:{إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده} بدء الخلق يراد به النشأة الأولى ،وإعادته يراد بها البعث من القبور .وقيل: البدء من التراب ثم إعادته إلى التراب ،ثم يعيده إلى البعث من التراب .وقيل غير ذلك .
قوله:{ليجزي الذين آمنوا وعلموا الصالحات بالقسط} أي ليثيب المؤمنين بالعدل والنصفة فيبلغ كل منهم جزاءاه وأجره بحسب ما قدم من الأعمال الصالحة فلا يلحقهم في ذلك جور ولا حيف .
قوله:{والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم ما كانوا يكفرون} وفي مقابل الجزاء الحسن للمؤمنين يجازي الله الكافرين أشد الجزاء ؛وهو أن يسقوا شرابا من ماء بالغ الحرارة تتقطع منه أحشاؤهم وقلوبهم ،وأن يذيقهم العذاب الأليم ،وذلك جزاء كفرهم وشرودهم عن الحق وعتوهم عن دين الله .