/ [ 4]{ إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون 4} .
{ إليه مرجعكم جميعا} أي بالموت أو النشور .أي لا ترجعون في العاقبة إلا إليه .فاستعدوا للقائه{ وعد الله حقا} أي صدقا .ثم علل وجوب المرجع إليه بقوله سبحانه:{ إنه يبدأ الخلق} أي من النطفة{ ثم يعيده} أي بعد الموت{ ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط} أي بعدله أو بعدالتهم وقيامهم على العدل في أمورهم ،أو بإيمانهم ،لأنه العدل القويم ،كما أن الشرك ظلم عظيم ،وهو الأوجه لمقابلة قوله:{ والذين كفروا لهم شراب من حميم} أي من ماء حار قد انتهى حره{ وعذاب أليم} وجيع يخلص ألمه إلى قلوبهم{ بما كانوا يكفرون} تعليل لقوله لمقابلة قوله فإن معناه ليجزي الذين كفروا بشراب من حميم ،وعذاب أليم ،بسبب كفرهم ،لكنه غيّر النظم للمبالغة في استحقاقهم للعقاب بجعله حقا مقررا لهم ،كما تفيده ( اللام ) وللتنبيه على أن المقصود بالذات من الإبداء والإعادة هو الإثابة .والعقاب واقع بالعرض بكسبهم ،وعلى أنه تعالى يتولى إثابة المؤمنين بما لا تحيط العبارة به لفخامته وعظمته ،ولذلك لم يعينه .
/خ6