{قال سآوي على جبل يعصمني من الماء} سألجأ إلى جبل يمنعني من الماء فلا أغرق ،ظنا منه أن الطوفان لا يبلغ رؤوس الجبال ،فإذا تعلق جبل نجا ،وهو في ذلك واهم جهول ،فما علم أن الطوفان غامر وهادر وسيأتي على الخليقة جميعا .
وذلكم هو تقدير الله الذي يجازي المجرمين والجاحدين والمتكبرين سوء التنكيل في هذه الدنيا قبل يوم الحساب{قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} لا مانع اليوم من الطوفان الذي سلطه الله على الظالمين .أما من وحمه الله ؛فإنه يمنعه من هذا العقاب المغرق .
قوله:{وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} حال الموج الجارف المنداح بين نوح عليه السلام وابنه الظالم لنفسه ؛فهلك مع الهالكين بالتغريق{[2100]} .