/م40
لذلك فإِنّ هذا الولد اللجوج الأحمق ،وظنّاً منه أن ينجو من غضب الله أجاب والده نوحاً و( قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) ولكنّ نوحاً لم ييأس مرّة أُخرى فنصحه أن يترك غروره ويركب معه و( قال لا عاصم اليوم من أمر الله ) ولا ينجو من هذا الغرق إلاّ من شمله لطف الله ( إلاّ من رحم ) .
الجبل أمره سهل وهين ،وكرة الأرض أمرها هين كذلك ..الشمس والمجموعة الشمسية بما فيها من عظمة مذهلة لا تعدل ذرّة إِزاء قدرة الله الأزليّة .
أليس أعلى الجبال بالنسبة لكرة الأرض بمثابة نتوءات صغيرة على سطح برتقالة ؟!أليست هذه الأرض التي ينبغي أن يتضاعف حجمها إلى مليون ومئتي ألف مرّة حتى تبلغ حجم الشمس ،وهذه الشمس التي تعدّ نجماً متوسطاً في السماء من بين ملايين الملايين من النجوم في متسع عالم الخلق ،فأيّ خيال ساذج وفكر بليد يتوقع من الجبل أن يصنع شيئاً ؟
وفي هذه الحالة التي كان ينادي نوح ابنه ولا يستجيب الابن له ارتفعت موجة عظيمة والتهمت كنعان بن نوح وفصل الموج بين نوح وولده ( وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) .
/خ43