قوله تعالى:{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} دخل يوسف السجن عقب تحريض عليه من امرأة العزيز ،إذ قالت لزوجها: إن هذا العبد العبراني قد فضحني وأنا أريد أن تسجنه فسجنه ،فكان يعزي في السجن الحزين ،ويعود فيه المريض ،واشتهر فيه بالجود والأمانة وصدق الحديث وحسن السمت ،أي الهيئة ،وكثرة العبادة ومعرفة التعبير ،والإحسان إلى من معه في السحن ،فاستأنس به أهل السجن وأحبوه بالغ الحب لفرط ما ألفوه فيه من حسن الخلق وجميل التواضع وروعة السمت والحديث{[2239]} .وقد دخل السجن مع يوسف فتيان وهما عبدان كانا عند الملك ،أحدهما كان ساقين ،وآخر كان خبازه ،فاستأنسا به وأحباه حبا جما .ثم رأى كل وحاد منهما رؤيا أثارته فاتبعني لها التعبير ،فسألا يوسف عن تأويل ما رأيا{قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ} رأى الساقي ف منامه أنه يعصر عنبا .سمي الخمر به ؛لأن العنب يصير إلى الخمر بعد العصر .وأم الآخر وهو الخباز فقد رأى في منامه أنه يحمل على رأسه خبزا تأكل منه الطير{نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} أي اخبرنا بتفسير ما رأيناه في منامنا{إنا نراك من المحسنين} أي إلى أهل السجن ،وذلك بتكريمهم والحدب عليهم والإحسان إليهم{[2240]} .