قوله تعالى:{وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ( 24 ) ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ( 25 )} ( ماذا ) ،ما استفهامية في موضع رفع مبتدأ .وذا ،بمعنى الذي هو خبره .و ( أنزل ربكم ) صلة الموصول{[2515]} .قيل: نزلت في النضر بن الحارث ،فكان قد خرج إلى الحيرة فاشترى أحاديث كليلة ودمنة ،فكان يقرأ على قريش ويقول: ما يقرأ محمد على أصحابه إلا أساطير الأولين ،أي ليس القرآن من تنزيل الله .وقيل: المؤمنون هم القائلون لهم ذلك على سبيل الاختيار فأجابوهم قائلين ( أساطير الأولين ) .( أساطير ) ،خبر لمبتدأ محذوف ،وتقديره: هو أساطير الأولين{[2516]} .والمراد بأساطير الأولين: أحاديث الأولين وأباطيلهم .وذلك ليقولوا إن هذا القرآن معجز ولا هو من كلام الله .وذلك من صور التمادي في الباطل الذي تلبس به الجاهليون الخاسرون وهم يتمردون في استكبار ومعاندة .وهم موقنون في قرارة أنفسهم أن القرآن حق وأنه من كلام الله ؛لكنه الجحود واللجوج في معاندة واستكبار يغشى بصائر الظالمين الأشقياء في كل زمان ليصمهم ويعمي أبصارهم .