يقول تعالى:وإذا قيل لهؤلاء المكذبين:( ماذا أنزل ربكم قالوا ) معرضين عن الجواب:( أساطير الأولين ) أي:لم ينزل شيئا ، إنما هذا الذي يتلى علينا أساطير الأولين ، أي:مأخوذ من كتب المتقدمين ، كما قال تعالى:( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ) [ الفرقان:5] أي:يفترون على الرسول ، ويقولون [ فيه] أقوالا مختلفة متضادة ، كلها باطلة كما قال تعالى:( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) [ الفرقان:9] وذلك أن كل من خرج عن الحق فمهما قال أخطأ ، وكانوا يقولون:ساحر ، وشاعر ، وكاهن ، ومجنون . ثم استقر أمرهم إلى ما اختلقه لهم شيخهم الوحيد المسمى بالوليد بن المغيرة المخزومي ، لما ( فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر ) [ المدثر:18 - 24] أي:ينقل ويحكى ، فتفرقوا عن قوله ورأيه ، قبحهم الله .