{أَسَاطِيرُ}: جمع أسطورة وهي الشيء المسطور في الكتب من غير دليل على صحته .
منطق المستكبرين ومصيرهم في الآخرة
ما هو منطق هؤلاء المستكبرين في مواجهتهم للرسالة ؟وما هو مصيرهم في الآخرة ،وما هو موقفهم من نتائج المسؤولية هناك أمام استحقاقات المصير ؟
رفض المستكبرين لما أنزل الله
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمْ} ،هل فكرتم في مضمونه ،وفي ما يؤكده من كلمة الله الفاصلة في قضايا العقيدة والشريعة وحركة الحياة ،وهل حاولتم الانفتاح عليه من موقع التأمل والحوار لتصلوا إلى الحقيقة الكاملة الكامنة فيه ؟فالانطلاق من موقع الحوار أو التأمل يؤمن للفكرة نضجاً وعمقاً وثباتاً ،وهو موقع مسؤول لم يعتمده المستكبرون في مواجهة الرسالة لعدم رغبتهم في التنازل عن مواقعهم العقيدية الموروثة عن آبائهم وعن تقاليدهم وعاداتهم المرتكزة على مفاهيم الجاهلية ،الرافضة للتغيير .لذا فإنهم يواجهون الدعوة بمواقف انفعالية يعبرون عنها بسلوكهم وكلماتهم ،حتى إذا ما سئلوا عما أنزل الله عليهممن خلال رسولهوعن قيمته الفكرية ،{قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ} في ما يقصه من حكايات تشبه الخرافات والأساطير ،وما يذكره عن الآخرة ،في نعيمها وجحيمها ،وفي كل ما تشتمل عليه من أجواء ومواقف وقضايا ومفاهيم .ولكن ما هو مفهومهم عن الأسطورة ؟هل هي القصة أو الفكرة التي لا تتناسب مع مألوفاتهم ،أو هي ما لا يتناسب مع مقاييس الواقع ؟وما هي مفاهيمهم حول الغيب ؟وهل يمكن اعتبار أيّة قضية غيبيّةٍ خرافةً ،حتى لو كان للغيب أساس يقر العقل بواقعيته ؟
إنها علامات استفهام ترتسم أمام الذهن ،عندما يسمع مثل هذا الحكم الانفعاليّ السريع الذي يلتقي فيه أولئك المستكبرون ،مع كثير ممن يطلقون على التفكير الديني ،أو القصص الديني ،صفة «الأسطورة » دون الدخول في حوار فكري حول مفهوم الكلمة ،وطبيعة القصة ودائرة الفكر .
إنهم يطلقونها شتائم هدفها محاربة طروحات الرسالة ،بإثارة الأجواء التي تهزم الفكرة عبر خلق حالة انفعالٍ تثير الدخان الذي يحجب الفكرة عن أجواء الصفاء والهدوء .وهذا هو الأسلوب السلبي الذي يحمل أصحابه المسؤولية أمام الله ،لأنهم بذلك لا يخطئون في قضيةٍ شخصيةٍ ضد شخصٍ آخر ،بل يتحول الخطأ إلى جريمةٍ في حقّ الأمة التي يبتعد بها هذا الأسلوب عن الوعي والروحية والشرعية التي تحكم حركة الواقع للناس .