قوله: ( قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض ) أبلغهم أن الله أعلم من هؤلاء المتنازعين الذين اختلفوا في مدة لبثهم .والحق إنما هو فيما أخبر الله به عن هذه المدة ؛فهو العالم بكل شيء .وما من مستور ولا مخبوء ولا مكنون في مجاهيل السماوات والأرض إلا هو معلوم لله .
قوله: ( أبصر به وأسمع ) أي ما أسمعه وأبصره .
وتقديره: أسمع به .وقد حذف اكتفاء بالأول عنه{[2799]} .والمعنى: ما أبصره بكل موجود ،وما أسمعه لكل مسموع ،فليس من أحد أبصر من الله ولا أسمع ؛فهو لا يخفى عليه من ذلك شيء .
قوله: ( ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا ) الضمير في قوله: ( لهم ) يعود على أهل السماوات والأرض .فما للعباد الذين خلقهم الله من نصير يتولى أمرهم ويدبّر شؤونهم ؛بل الله وحده القاهر لعباده القادر على كل شيء .( ولا يشرك في حكمه أحدا ) ليس لله في قضائه شريك ؛بل الله وحده يحكم كيف يشاء دون معقب ولا معين{[2800]} .