إن كان قوله تعالى:{ ولبثوا في كهفهم}[ الكهف: 25] إخباراً مِن الله عن مدة لبثهم يكون قوله:{ قل الله أعلم بما لبثوا} قطعاً للمماراة في مدة لبثهم المختلف فيها بين أهل الكتاب ،أي الله أعلم منكم بمدة لبثهم .
وإن كان قوله:{ ولبثوا} حكاية عن قول أهل الكتاب في مدة لبثهم كان قوله:{ قل الله أعلم بما لبثوا} تفويضاً إلى الله في علم ذلك كقوله:{ قل ربي أعلم بعدتهم}[ الكهف: 22] .
وغيبُ السماوات والأرض ما غاب عِلمه عن الناس من موجودات السماوات والأرض وأحوالهم .واللام في{ له} للملك .وتقديم الخبر المجرور لإفادة الاختصاص ،أي لله لا لغيره ،رداً على الذين يزعمون علم خبر أهل الكهف ونحوهم .
و{ أبصر به وأسمع} صيغتا تعجيب من عموم علمه تعالى بالمغيبات من المسموعات والمبصرات ،وهو العلم الذي لا يشاركه فيه أحد .
وضمير الجمع في قوله:{ ما لهم من دونه من ولي} يعود إلى المشركين الذين الحديث معهم .وهو إبطال لولاية آلهتهم بطريقة التنصيص على عموم النفي بدخول ( من ) الزائدة على النكرة المنفية .
وكذلك قوله:{ ولا يشرك في حكمه أحداً} هو ردّ على زعمهم بأنّ الله اتخذ آلهتهم شركاء له في ملكه .
وقرأ الجمهور{ ولا يشرك} برفع{ يشرك} وبياء الغيبة .والضمير عائد إلى اسم الجلالة في قوله:{ قل الله أعلم} .وقرأه ابن عامر بتاء الخطاب وجَزْم و{ يشرك} على أن ( لا ) ناهية .والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مراد به أمته ،أو الخطاب لكل من يتلقاه .
وهنا انتهت قصة أصحاب الكهف بما تخللها ،وقد أكثر المفسرون من رواية الأخبار الموضوعة فيها .