قوله تعالى:{لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ والأرض} .
بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو المختص بعلم الغيب في السماوات والأرض .وذكر هذا المعنى في آيات كثيرة ،كقوله:{قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن في السماوات والأرض الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ 65} وقوله تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ 9} ،وقوله تعالى:{مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى ما أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ} الآية ،وقوله تعالى:{وَللَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ والأرض وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمر كُلُّهُ} الآية ،وقوله تعالى:{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يعلمها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا في الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الأرض وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ في كِتَابٍ مُّبِينٍ 59} ،وقوله تعالى:{وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأرض وَلاَ في السماء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذلك وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ في كِتَابٍ مُّبِينٍ 61} ،وقوله تعالى:{عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ في السَّمَاوَاتِ وَلاَ في الأرض وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ في كِتَابٍ مُّبِينٍ 3} ،وقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شيء فِي الأرض وَلاَ في} .وبين في مواضع أخر: أنه يطلع من شاء من خلقه على ما شاء من وحيه ،كقوله تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً 26 إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} الآية .وقد أشار إلى ذلك بقوله:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِى مِن رُّسُلِهِ مَن يشاء} إلى غير ذلك من الآيات .
قوله تعالى:{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} .
أي ما أبصره وما أسمعه جل وعلا .وما ذكره في هذه الآية الكريمة من اتصافه جل وعلا بالسمع والبصر ،ذكره أيضاً في مواضع أخر ،كقوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 11} وقوله:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ التي تُجَادِلُكَ في زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تحاوركما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ 1} وقوله تعالى:{اللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ 75} .والآيات بذلك كثيرة جداً .
قوله تعالى:{مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِىٍّ} .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمةأن أصحاب الكهف ليس لهم ولي من دونه جل وعلا ،بل هو وليهم جل وعلا .وهذا المعنى مذكور في آيات أخر ،كقوله تعالى:{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} ،وقوله تعالى:{أَلا إِنَّ أولياء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 62} فبين أنه ولي المؤمنين ،وأن المؤمنين أولياؤهوالولي: هو من انعقد بينك وبينه سبب يواليك وتواليه به .فالإيمان سبب يوالي به المؤمنين ربهم بالطاعة ،ويواليهم به الثواب والنصر والإعانة .
وبين في مواضع أخر: أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض ،كقوله:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ} الآية ،وقوله:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أولياء بَعْضٍ} الآية .وبين في مواضع أخر: أن نبينا صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم ،وهو قوله تعالى:{النبي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} .
وبين في مواضع أخر: أنه تعالى مولى المؤمنين دون الكافرين ،وهو قوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ 11} ،وهذه الولاية المختصة بالمؤمنين هي ولاية الثواب والنصر والتوفيق والإعانة ،فلا تنافي أنه مولى الكافرين ولاية ملك وقهر ونفوذ مشيئة ،كقوله:{وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ 30} .وقال بعض العلماء: الضمير في قوله:{مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِىٍّ} راجع لأهل السماوات والأرض المفهومين من قوله تعالى:{لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ والأرض} وقيل: الضمير في قوله «ما لهم » راجع لمعاصري النَّبي صلى الله عليه وسلم من الكفار ؛ذكره القرطبي .وعلى كل حال فقد دلت الآيات المتقدمة أن ولاية الجميع لخالقهم جل وعلا ،وأن منها ولاية ثواب وتوفيق وإعانة ،وولاية ملك وقهر ونفوذ مشيئة .والعلم عند الله تعالى .
قوله تعالى:{وَلاَ يُشْرِكُ في حُكْمِهِ أَحَدًا 26} .
قرأ هذا الحرف عامة السبعة ما عدا ابن عامر «ولا يشرك » بالياء المثناة التحتية ،وضم الكاف على الخبر ،ولا نافيةوالمعنى: ولا يشرك الله جل وعلا أحداً في حكمه ،بل الحكم له وحده جل وعلا لا حكم لغيره البتة ،فالحلال ما أحله تعالى ،والحرام ما حرمه ،والدين ما شرعه ؛والقضاء ما قضاه .وقرأه ابن عامر من السبعة ؛«ولا تشرك » بضم التاء المثناة الفوقية وسكون الكاف بصيغة النهي ،أي لا تشرك يا نبي الله .أو لا تشرك أيها المخاطب أحداً في حكم الله جل وعلا ،بل أخلص الحكم لله من شوائب شرك غيره في الحكم .وحكمه جل وعلا المذكور في قوله:{وَلاَ يُشْرِكُ في حُكْمِهِ أَحَدًا 26} شامل لكل ما يقضيه جل وعلا .ويدخل في ذلك التشريع دخولاً أولياً .
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون الحكم لله وحده لا شريك له فيه على كلتا القراءتين جاء مبيناً في آيات أخر .كقوله تعالى:{إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} وقوله تعالى:{وَقَالَ يا بني لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ} الآية ،وقوله تعالى:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شيء فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} الآية ،وقوله تعالى:{ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دعي اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَالْحُكْمُ للَّهِ الْعَلِىِّ الْكَبِيرِ 12} ،وقوله تعالى:{كُلُّ شيء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 88} ،وقوله تعالى:{لَهُ الْحَمْدُ في الأولى والآخرة وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 70} ،وقوله:{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ 50} .وقوله تعالى:{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِى حَكَماً وَهُوَ الذي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} ،إلى غير ذلك من الآيات .
ويفهم من هذه الآيات كقوله{وَلاَ يُشْرِكُ في حُكْمِهِ أَحَدًا 26} أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله .وهذا المفهوم جاء مبيناً في آيات أخر ؛كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله:{وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّه لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أوليائهم لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ 121} فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم .وهذا الإشراك في الطاعة ،وإتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالىهو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بني آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ 60 وَأَنِ اعبدوني هذا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ 61} وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم:{يا أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ للرحمن عَصِيّاً 44} ،وقوله تعالى:{إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً} أي ما يعبدون إلا شيطاناً ،أي وذلك باتباع تشريعه .ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى:{وَكَذلك زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ} الآية .وقد بين النَّبي صلى الله عليه وسلم هذا لعدي بن حاتم رضي الله عنه لما سأله عن قوله تعالى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ} الآيةفبين له أنهم أحلوا لهم ما حرم الله ،وحرموا عليهم ما أحل الله فاتبعوهم في ذلك ،وأن ذلك هو اتخاذهم إياهم أرباباً .ومن أصرح الأدلة في هذا: أن الله جل وعلا في سورة النساء بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون ،وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب ؛وذلك في قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً 60} .
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور: أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم ،أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته ،وأعماه عن نور الوحي مثلهم .
تنبيه
اعلم أنه يجب التفصيل بين النظام الوضعي الذي يقتضى تحكيمه الكفر بخالق السماوات والأرض ،وبين النظام الذي لا يقتضى ذلك .
وإيضاح ذلكأن النظام قسمان: إداري ،وشرعي .أما الإداري الذي يراد به ضبط الأمور وإتقانها على وجه غير مخالف للشرع ،فهذا لا مانع منه ،ولا مخالف فيه من الصحابة ،فمن بعدهم .وقد عمل عمر رضي الله عنه من ذلك أشياء كثيرة ما كانت في زمن النَّبي صلى الله عليه وسلم ؛ككتبه أسماء الجند في ديوان لأجل الضبط ،ومعرفة من غاب ومن حضر كما قدمنا إيضاح المقصود منه في سورة «بني إسرائيل » في الكلام على العاقلة التي تحمل دية الخطأ ،مع أن النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ،ولم يعلم بتخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك إلا بعد أن وصل تبوك صلى الله عليه وسلم .وكاشترائهأعني عمر رضي الله عنهدار صفوان بن أمية وجعله إياها سجناً في مكة المكرمة ،مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يتخذ سجناً هو ولا أبو بكر .فمثل هذا من الأمور الإدارية التي تفعل لإتقان الأمور مما لا يخالف الشرعلا بأس به .كتنظيم شؤون الموظفين ،وتنظيم إدارة الأعمال على وجه لا يخالف الشرع .فهذا النوع من الأنظمة الوضعية لا بأس به ،ولا يخرج عن قواعد الشرع من مراعاة المصالح العامة .
وأما النظام الشرعي المخالف لتشريع خالقي السماوات والأرض فتحكيمه كفر بخالق السماوات والأرض ؛كدعوى أن تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف ،وأنهما يلزم استواؤهما في الميراث .وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم ،وأن الطلاق ظلم للمرأة ،وأن الرجم والقطع ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان ،ونحو ذلك .
فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأديانهمكفر بخالق السماوات والأرض ،وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها وهو أعلم بمصالحها سبحانه وتعالى عن أن يكون معه مشرع آخر علواً كبيراً{أَمْ لَهُمْ شركاء شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} ،{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ 59} ،{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وهذا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ 116} وقد قدمنا جملة وافية من هذا النوع في سورة «بني إسرائيل » في الكلام على قوله تعالى:{إِنَّ هذا القرآن يِهْدِى للتي هي أَقْوَمُ} الآية .