قوله: (يا (أداة نداء ،(أي (منادى مفرد مبني على الضم ،وها ،للتنبيه ،(الناس (نعت للمنادى ،وقوله: (اعبدوا (من العبادة وهي الخضوع والتذلل ،والرب ،معناه المالك ،وهو سبحانه مالك الأولين والآخرين فلا يند من ملكوته وسلطانه في هذا الوجود شيء .
والله جلت قدرته يدعو الناس كافة سواء فيهم المؤمنون والكافرونأن يعبدوا الله وحده من غير شريك ،وأن يخلصوا له في القول والعمل فهو سبحانه مالكهم ومحيط بهم ،وهو كذلك خالقهم الرحيم بهم والقريب منهم ،فهو جدير بالامتثال لأمره والخضوع لجلاله ،إنه سبحانه جدير أن يعبد الناس لجنابه ،فهو الذي خلقهم وخلق الذين من قبلهم من شعوب وأمم كثيرة مبثوثة في كل مناحي الأرض على مر الزمن .فإن في عبادة الناس لله وحده وفي انقيادهم لدينه وشرعه ما يجعل لهم الرجاء بأن يكونوا من المتقين ،وذلك من الوقاية أو التقية وهي ما يكون ستارا يدرأ المرء العذاب ،والمؤمن العابد التقي يدفع عن نفسه العذاب المحدق باتخاذه وقاية من الطاعات واجتناب المعاصي والموبقات .