عبادة الله
{يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ( 21 )}
التفسير:
{يا أيها الناس اعبدوا ربكم ...}
بعد أن تم استعراض الصور الثلاث للمؤمنين والكافرين والمنافقين ،اتجه السياق إلى نداء الناس كافة هزا لمشاعرهم وتنشيطا لهممهم ثم دعوتهم جميعا إلى عبادة ربهم المستحق للعبادة وحده ،اتقاء لغضبه واستحقاقا لرضائه ،فهو الذي خلقهم جميعا ودلهم على معرفته ،وأرشدهم لعبادته ،فالعبادة طريق إلى تقوى الله ،وإدراك حق الربوبية ،وهي وقاية منه المعاصي وطريق لبلوغ درجة الكمال .
وإنما كثر النداء في كتابه تعالى على طريق ،يا أيها الناس .لاستغلاله بأوجه من التأكيد وأسباب المبالغة كالإيضاح بعد الإبهام ،واختيار لفظ البعيد ،ولتأكيد معناه بحرف التنبيه ،ومعلوم أن ما نادى الله به عباده من أوامره ونواهيه وعظاته وزواجره ووعده ووعيده وغير ذلك ...مما أنطق به كتابه أمور عظام وخطوب جسام ومعان علهم أن يتيقظوا لها ويميلوا بقلوبهم وبصائرهم إليها ،وهم غافلون ،فاقتضت أن ينادوا بالآكد الأبلغ( 49 ) .