{يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير( 20 )}
المفردات:
وإذا أظلم عليهم قاموا: بمعنى أقاموا أي توقفوا عن السير .
التفسير:
{يكاد البرق يخطف أبصارهم} .
قال ابن عباس: يكاد البرق يخطف أبصارهم: أي بشدة الحق ،كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا: أي كلما ظهر لهم من الإيمان شيء استأنسوا به واتبعوه ،وتارة تعرض لهم الشكوك فتظلم قلوبهم فيقفون حائرين )( 47 ) .
والآيات قوية رائعة في تمثيلها ووصفها وتنديدها ،لقد رسمت مشهدا حافلا بالحركة مشوبا بالاضطراب ،فيه تيه وضلال وفيه هول ورعب ،وفيه فزع وحيرة ،وفيه أضواء وأصداء ...
( وان الحركة تغمر المشهد كله من النصيب الهاطل إلى الظلمات والرعد والبرق إلى الحائرين المفزعين منه ،والى الخطوات المروعة الوجلة التي تقف عندما يخيم الظلام .. إن هذه الحركة في المشهد لترسم عن طريق التأثير الإيجابي حركة التيه والاضطراب والقلق والأرجحة التي يعيش فيها أولئك المنافقون ..بين لقائهم للمؤمنين ،وعودتهم للشياطين ،بين ما يقولونه لحظة ثم ينكصون عنه فجأة ،بين ما يطلبونه من هدى ونور ،وما يفيئون إليه من ضلال وظلام .فهو مشهد حسي يرمز لحالة نفسية ويجسم بصورة شعورية ،وهو طرف من طريقة القرآن ..في تجسيم أحوال النفوس كأنها مشهد محسوس ) ( 48 ) .