{ يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير 20} .
{ يكاد البرق يخطف أبصارهم} استئناف آخر وقع جوابا عن سؤال مقدّركأنه قيل:فكيف حالهم مع ذلك البرق ؟ فقيل:يكاد يخطف أبصارهم ،أي:يأخذها بسرعة{ كلما أضاء لهم مشوا فيه} أي:في ضوئه{ وإذا أظلم عليهم قاموا} أي:وقفوا ،/ وثبتوا في مكانهمومنه:قامت السوق ،إذا ركدت وكسدت .وقام الماء ،جمدوهذا تمثيل لشدة الأمر على المنافقين:بشدّته على أصحاب الصيّب ،وما هم فيه من غاية التحيُّر والجهلبما يأتون وما يذرونإذا صادفوا من البرق خفقةمع خوف أن يخطف أبصارهمانتهزوا تلك الخفقة فرصة ،فخطوا خطوات يسيرة ،فإذا خفي ،وفتر لمعانه ،بقوا واقفين متقيدين عن الحركة{ ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم} أي:لزاد في قصيف الرعد فأصمّهم ،أو في ضوء البرق فأعماهم .ومفعول{ شاء} محذوف ،لأن الجواب يدل عليه .والمعنى:ولو شاء الله أن يذهب بسمعهم وأبصارهم لذهب بها .ولقد تكاثر هذا الحذف في"شاء "و "أراد ".لا يكادون يبرزون المفعول إلا في الشيء المستغربكنحو قوله:فلو شئت أن أبكي دما لبكيته{[503]} ؛ وقوله تعالى:{ لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا}{[504]} .{ إن الله على كل شيء قدير} تعليل للشرطية ،وتقرير لمضمونها الناطق بقدرته تعالى على إزالة مشاعرهم بالطريق البرهانيّ .