قوله: ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ) المراد بالحق ،الله جل جلاله ؛أي لو عمل صاحب الحق وهو الله بما يهواه هؤلاء المشركون ؛لأفضى ذلك إلى إفساد الكون كله وما فيه من أحياء ؛فإن كل شيء مخلوق بقدر وجيء به على نظام موزون ،واتساق محكم منسجم لا زيغ فيه ولا عوج ،لكن هؤلاء الضالين المكذبين لا يهوون غير الضلالة ولا يبتغون غير الظلم والهوى ،جريا وراء غرائزهم وشهواتهم وأهوائهم .وعلى هذا لو قام الحق على ما يريدون ويهوون ؛لاضطرب نظام الحياة والأحياء ،فأتى عليها الفساد والفوضى .
وقيل: المراد بالحق ،الإسلام الذي جيء به من عند الله . فلو جاء الإسلام كما تبتغيه أهواء الضالين الظالمين من ضلال وشرك وظلم لانقلب هذا الدين شر الانقلاب ،فصار وبالا على الناس بقيامه حينئذ على الوثنية والأهواء والضلالات وسوء التدبير .
قوله: ( بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ) المراد بذكرهم ،القرآن ؛فإن فيه شرفهم وعزهم ،وفيه من الهداية وكمال النظام ما تستقيم به حياتهم ،وحياة الناس جميعا ،لكنهم أعرضوا عنه وكفروا به .