أجل ،إنّ كلمات الرّسول راشدة حكيمة ،إلاّ أنّهم ينكرونها لعدم انسجامها مع أهوائهم النفسيّة .فألصقوا به تهمة الجنون !في الوقت الذي لا ضرورة في توافق الحقّ مع رغبات الناس ( ولو اتّبع الحقّ أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهنّ ) .
لأنّه لا يوجد مقياس يحدّد أهواء الناس ،مضافاً إلى أنّها تميل إلى الشرّ والفساد غالباً ،ولو اتّبعتها قوانين الوجود لعمّت الفوضى في الكون ولفسد العالم .
وتأكيداً لذلك تقول الآية: ( بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ){[2721]} أي منحناهم القرآن الذي هو أساس للذكر والتوجّه إلى الله ،وسبب لرفعتهم وشرفهم ،إلاّ أنّهم أعرضوا عن هذا المنار الذي يُضيء لهم درب السعادة والشرف .
/خ74