قوله تعالى: ( وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا ) تتعلق هذه الآية بالذين لا يستحقون شيئا من الإرث وقد حضروا قسمة التركة وكانوا من الأقارب أو اليتامى أو المساكين .فإن هؤلاء عند القسمة يكرمون بشيء من المال ولا يحرمون .وإن كان المال قليلا أو عقارا لا يقسم قوبلوا بالاعتذار عن الإعطاء .وعلى هذا الأساس فإن الآية محكمة ولم يقع عليها ما ينسخها .وذهب بعض العلماء إلى أن الآية منسوخة بآية المواريث وهي ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) والراجح القول الأول وهو أن الآية محكمة وليسن منسوخة .ويمكن دفع الظن بالنسخ بأن المقصود بالأقارب هنا من ليسوا من الورثة لنجزم بعد ذلك أن الآية محكمة ولم يقع عليها نسخ .
أما قوله: ( فارزقوهم ) فإنه يفيد الندب والترغيب وذلك من باب الاستحباب لعمل الخير والشكر لله سبحانه وتعالى .وقيل: إن الآية تدل على الوجوب أخذا بالظاهر .وإن كان الوارث صغيرا لا يتصرف في ماله للحجر عليه فهل يُعطي وليّه من ماله لمن بينّا آنفا ؟فقد قال فريق من العلماء بأن له ذلك .وقيل: لا يعطي بل يعتذر لمن حضر القسمة بأنه ليس له من المال شيء إنما هو لليتيم .
قوله: ( وقولوا لهم قولا معروفا ) .مع تقديم الرزق لمن حضر القسمة من الأقارب واليتامى والمساكين يقول لهم الورثة: خذوا بورك لكم ،أو: وددت أن لو كان أكثر من هذا .أو من هذا القبيل وكله من القول المعروف .