قوله:{لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت} لولا أداة تحضيض بمعنى هلا .والربانيون يراد بهم علماء الإنجيل .والأحبار علماء التوراة .وقيل: كلهم في اليهود ،لأن الكلام هنا متعلق بهم ،والمراد في الآية تحضيض العلماء الذين يقتدى بهم على نهي هؤلاء العصاة عما يفعلونه من مناكير وآثام ومجاوزات لحدود الله .أي هلا نهاهم علماؤهم وأحبارهم وساستهم من اليهود عن قولهم الإثم وهو الكذب والزور ،وأكلهم الحرام .
قوله:{لبئس ما كانوا يصنعون} يصنعون ،من الصنع ،بمعنى العمل إلا أنه يقتضي الجودة .وليس كل عمل يسمى صناعة إلا بتكرار العمل حتى رسوخه ليكون ملكة لفاعله فيسمى صنعا أو صناعة ،وبذلك فإن الصنع أبلغ من العمل ،لأنه يقتضي الرسوخ .وعلى هذا فإن الآية تشير إلى أن ترك النهي عن المنكر لهو أقبح من ارتكابه .قال ابن عباس في هذه الآية: هي أشد في القرآن .وقال الضحاك: ما في القرآن آية أخوف عندي منها{[1016]} .