قوله:{فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة وسعة} أي إن كذبك هؤلاء اليهود فيما أخبرناك به عما حرمناه عليهم ،وأصروا على تكذيبهم وزعمهم أن هذا التحريم قديم ،قد حرمه إسرائيل من قبل على نفسه فنحن نحرمه مثلما حرمه هو على نفسه ،فقل لهم:{ربكم ذو رحمة وسعة} أي رحمة الله واسعة تسع المؤمنين والخلق أجمعين .والله جل وعلا لا يعاجل من كفر منكم بالعقوبة والانتقام إلا إذا اشتد غضبه عليكم لفرط ظلمكم ،ولهول ما توقعونه في البشرية من فظائع ومكائد وأفاعيل غاية في الشناعة والنكر .ولذلك قال:{ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين}{[1310]} .