قوله تعالى:{فإن كذّبوك فقل ربّكم ذو رحمة واسعة ولا يردّ بأسه عن القوم المجرمين} [ الأنعام: 147] .
فإن قلتَ: كيف قال في الجواب ذلك ،مع أنّ المحلّ محلّ عقوبة ،فكان الأنسب أن يقال: فقل ربّكم ذو عقوبة شديدة ؟ !
قلتُ: إنما قال ذلك نفيا للاغترار بسعة رحمته ،في الاجتراء على معصيته ،وذلك أبلغ في التهديد ،معناه: لا تغترّوا بسعة رحمته({[196]} ) ،فإنه مع ذلك لا يردّ عذابه عنكم .