قوله:{وإذا جاءك الذين يؤمنون بئايتنا فقل سلام عليكم} نزلت هذه الآية في الذين نهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن طردهم فكان إذا رآهم النبي صلى الله عليه وسلم بدأهم بالسلام وقال:"الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أبدأهم بالسلام "{[1177]} والمراد: إذا جاءك من آمن بالآيات القرآنية وما أنزل من البينات والحجج فابدأهم بالسلام عليهم وهو أن يبادرهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا:{سلام عليكم} أي سلمكم الله في دينكم وفي أنفسكم وأنجاكم من كل مكروه .
قوله:{كتب ربكم على نفسه الرحمة} أي أوجبها على ذاته الكريمة تفضلا وإحسانا وامتنانا .
قوله:{أنه من عمل منكم سوءا بجهالة} الجملة بدل من الرحمة .بجهالة في موضع نصب حال .وتقديره: من عمل ذنبا وهو جاهل{[1178]} والجهالة تعني الخطيئة من غير قصد .وقيل: كل من عمل خطيئة فهو جاهل .
قوله:{ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم} أي تاب بعد ما عمل خطيئة بجهالة وأصلح في توبته بإتيان شروطها من العزم على عدم العود أبدا ،والمبادرة بفعل الطاعات والحسنات{فأنه غفور رحيم} خبر مبتدأ محذوف .والتقدير: فأمره أنه غفور رحيم .وقيل: مبتدأ ،وخبره مضمر .وتقديره: فله أنه غفور رحيم{[1179]} .