قوله:{واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول}{تضرعا وخفية} منصوبان على المصدر .وقيل على الحال{[1613]}{وخفية} بمعنى الخوف .والمراد بذكر الله هنا ،القراءة في الصلاة .وهو قول ابن عباس ؛أي يقرأ سرا في نفسه في صلاة السر{تضرعا وخفية} أي متضرعا متذللا إلى الله خائفا من جلاله العظيم{ودون الجهر من القول} أي في صلاة الجهر لا يجهر المصلي جهرا شديدا بل في خفض وسكون ؛فيكون ذلك بين الجهر والمخافتة .
وقيل: المراد بذكر الله ،الدعاء في تخشع وضراعة واستكانة ،ويكره رفع الصوت والنداء والصياح بالدعاء .
قوله:{بالغدو والأصال} أي اذكر ربك داعيا إياه في الغدوات والأصائل .والغدو ،جمع غدوة وهي أول النهار .والآصال جمع أصيل .ويجمع أيضا على أصرن .وهو ما بين العصر إلى غروب الشمس .والمقصود هو دوام ذكر الله بالدعاء المتذلل المخلص في هذا الوقت .فإن الدعاء فيه سمة الإخلاص والتقوى ،وهو أقرب للاستجابة والقبول .
قوله:{ولا تكن من الغافلين} فإنه لا يفرط في الدعاء ،أو يزهد في الإكثار منه ،أو الاهتمام به في هذه الأوقات إلا كل غافل قد انشغل قلبه وذهنه في أمور الدنيا وزينتها ؛فإنه خليق بالمؤمن أن يذكر ربه بالدعاء الخاشع المستديم من غير كلل ولا ملل ؛لما في الدعاء من عظيم الأجر والمثوبة ؛فهو مخ العبادة وعلامة كبرى من علامات الإخلاص للعبد المؤمن .