{بِالْغُدُوِّ}: جمع غدوة وهي الصباح .
{وَالآصَالِ}: جمع أصيل ،وهو المساء .
ذكر الله تضرّعاً وخيفة
{وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} في إحساسٍ خاشعٍ بعظمته وبقدرته ،وفي إيحاءٍ روحيٍّ بالتضرع إليه في ما يرجوه الإنسان وما يخافه ،وبالتذلّل له في شعورٍ عميقٍ بالخوف منه ومن عقابه ،لتعيش النفس مع الله في كل نبضاتها وخفقاتها وأفكارها ومشاعرها ،حتى يكون الله هو كل شيءٍ فيها .فإذا تحوّل ذلك إلى ذكر ،فإنه يكون ذكراً خافتاً من خشية الله .{وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ} في ما يشبه الهمس الذي يعبّر عن النبضة والخفقة والإحساس والإيحاء ،كما لو كان حديث النفس الذي قد يقترب من حركة الكلمة في الشفاه ،ولكنه يبتعد عن الصوت القويّ في الحناجر{بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ} ليكون ذكر الله هو البداية التي يبدأ الإنسان بها يومه ،وليكون النهاية التي يختم بها ذلك اليوم ،فذلك هو الذي يجدد لك اليقظة الروحية الإيمانية في روحك وفكرك وضميرك ،{وَلاَ تَكُنْ مِّنَ الْغَافِلِينَ} الذين يعيشون الغفلة ،فلا يشعرون بشيء من حولهم ،وينسون الله في كل ما يحيط بهم .
{وَخِيفَةً}: حالة الخوف .