شرح الكلمات:
{أهم يقسمون رحمة ربك ؟}: أي ينكر تعالى عليهم هذا التحكم والاقتراح الفاسد فقال أهم يقسمون رحمة ربك إذ النبوة رحمة من أعظم الرحمات .وليس لهم حق في تنبئة أي أحد إذ هذا من حق الله وحده .
{نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا}: أي إذا كنا نحن نقسم بينهم معيشتهم فنغني هذا ونفقر هذا ونملك هذا ونعزل هذا ،فكيف بالنبوة وهي أجل وأغلى من الطعام والشراب فنحن أحق بها منهم فننبئ من نشاء .
{ليتخذ بعضهم بعضا سخريا}: أي جعلنا هذا غنياً وذاك فقيراً ليتخذ الغنى الفقير خادما يسخره في خدمته بأجرة مقابل عمله .
{ورحمة ربك خير مما يجمعون}: أي والجنة التي أعدها الله لك ولأتباعك خير من المال الذي يجمع هؤلاء المشركون الكافرون .
المعنى:
فرد تعالى عليهم نظريتهم المادية الهابطة هذه بقوله:{أهم يقسمون رحمة ربك} ؟أما يخجلون عندما قالوا أهم يقسمون رحمة ربك فيعطون منها من شاءوا ويمنعون من شاءوا أم نحن القاسمون ؟إنا قسمنا بينهم معيشتهم: طعامهم وشرابهم وكساهم وكسنهم ومركوبهم في الحياة الدنيا فالعاجز حتى عن إطعام نفسه وسقيها وكسوتها كيف لا يستحي أن يعترض على الله في اختياره من هو أهل لنبوته ورسالته ؟وقوله تعالى:{ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات} أي في الرزق فهذا غنى وذاك فقير من أجل أن يخدم الفقير الغنى وهو معنى قوله تعالى:{ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} ،إذ لو كانوا كلهم أغنياء لما خدم أحد أحداً وتعطلت الحياة وقوله تعالى:{ورحمة ربك} أي الجنة دار السلام خير مما يجمعون من المال الذي فضلوا أهله وإن كانوا من أحط الناس قدرا وأدناهم شرفا .
ورأوا أنهم أولى بالنبوة منك لمرض نفوسهم بحب المال والشهوات .
الهداية:
من الهداية:
- بيان الحكمة في الغنى والفقر ،والصحة والمرض والذكاء والغباء .