رحمة ربك: النبوة .
سخريا: بمعنى التسخير .
وهنا يردّ الله تعالى عليهم ويبين لهم جهلهم بأن العظمةَ ليست بكثرة المال ولا بالجاه ،وأن النبوة منصبٌ إلهي وشرفٌ من الله يعطيها من يستحقها ،وليست بأيديهم ولا تحت رغبتهم ولذلك قال:
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ}
كيف جهِلوا قَدْرَ أنفسِهم حتى يتحكموا في النبوة ويعطوها من يشاؤون !الله تعالى قَسَم المعيشة بين الناس وفضّل بعضهم على بعض في الرزق والجاه ،ليتخذَ بعضُهم من بعض أعواناً يسخّرونهم في قضاء حوائجهم ،وليتعاونوا على هذه الحياة .
{وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
والنبوّة وما يتبعها من سعادة الدارَين خيرٌ من كل ما لديهم في هذه الحياة الدنيا .فهذا التفاوت في شئون الدنيا هو الذي يتم به نظام المجتمع ،فلولاه لما صرَّف بعضُهم بعضا في حوائجه ،ولا تعاونوا في تسهيل وسائل العيش .