شرح الكلمات:
{من يرتد}: أي يرجع إلى الكفر بعد إيمانه .
{أذلة على المؤمنين}: أرقاء عليهم رحماء بهم .
{أعزة عل الكافرين}: أشداء غلاظ عليهم .
{لومة لائم}: عذل عاذل .
المعنى:
هذه الآية الكريمة ( 54 ){يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه} تضمنت خبراً من أخبار الغيب التي يخبر بها القرآن فتتم طبق ما أخبر به فتكون آية أنه كلام الله حقاً وأن المنزل على رسوله صدقا فقد أخبر تعالى أن من يرتد من المؤمنين سوف يأتي الله عز وجل بخير منه ممن يحبون الله ويحبهم الله تعالى رحماء بالمؤمنين أشداء على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لوم من يلوم ،ولا عتاب من يعتب عليهم .وما إن مات الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ارتد فئات من أجلاف الأعراب ومنعوا الزكاة وقاتلهم أبو بكر الصديق مع الصاحبة رضوان الله عليهم حتى أخضعوهم للإِسلام وحسن إسلامهم فكان أبو بكر وأصحابه ممن وصف الله تعالى يحبون الله ويحبهم الله يجاهدون في سبيله ولا يخافون لومة لائم ،وقد روي بل وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية وتلاها صلى الله عليه وسلم وأبو موسى الأشعري أمامة فأشار إليه وقال قوم هذا ،وفعلاً بعد وفاة الرسول جاء الأشعريون وظهرت الآية وتمت المعجزة وصدق الله العظيم ،وقوله تعالى:{ذلك فضل الله} الإِشارة إلى ما أولى أولئك المؤمنين من أبي بكر الصديق والصحابة والأشعريين من تلك الصفات الجليلة من حب الله والرقة على المؤمنين والشدة على الكافرين ،والجهاد في سبيل الله ،وقوله تعالى:{والله واسع عليم} أي واسع الفضل عليم بمن يستحقه .هذا ما دلت عليه الآية الأولى .
الهداية:
من الهداية:
- إخبار القرآن الكريم بالغيب وصدقه في ذلك فكان آية أنه كلام الله .
- فضيلة أبي بكر والصحابة والأشعريين قوم أبي موسى الأشعري وهم من أهل اليمن .
- فضل حب الله والتواضع للمؤمنين وإظهار العزة على الكافرين ،وفضل الجهاد في سبيل الله وقول الحق والثبات عليه وعدم المبالاة بمن يلوم ويعذل في ذلك .