( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )
في الآيات السابقة نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين عن أن يتخذوا من اليهود والنصارى نصراء يستنصرون بهم ، ويعطونهم حق الولاية عليهم ، فيجعلون الولاء لهم ، وهم أعداء الإيمان وأعداء المؤمنين وإن أظهروا الولاء لدولة الإيمان فهم في قلوبهم لا يألونهم خبالا ، وإن ذلك موضوعه علاقة دولة الإسلام بغيرها من الدولة التي تعاديها ، ولا يدخل في هذا الذميون الذين يعيشون في ظل الإسلام والمسلمين إلا إذا مالئوا الأعداء فإنهم يكونون قد نقضوا العهد الذى عاهدوا المسلمين عليه .
وفي هذه الآيات ، يومئ سبحانه وتعالى كلماته ، إلى أن الذين يوالون دولة معادية للإسلام وأهله يسيرون في طريق الردة ، لأنهم تركوا ولاية الله والرسول والمؤمنين ، وولايتهم هي الحق ، وهم حزب الله وحزب الله تعالى هم الغالبون .
( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله ) الارتداد معناه الرجوع من غير هداية وإرشاد ومن ذلك قوله تعالى:( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى . . .25 ) ( محمد ) ومن ذلك قوله تعالى:(. . .ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر . . .217 ) ( البقرة ):
فالارتداد في الآية الكريمة التي نتكلم في معانيها السامية معناه الخروج عن الدين ، ويسمى ذلك ردة ، لأنه انصراف عن الحق بعد أن اهتدى ، ورجوع إلى الظلام بعد أن خرج إلى النور ، وهو كمن يرتد على أدباره غير مبصر الطريق الضال الذي يسلكه لأنه لا يواجهه .
وفي النص إشارة إلى أمرين ، أولهما ، أن فيه إيماء إلى أن العرب فيهم من سيرتد بعد إيمان ، وذلك قد كان ، فإنه بعد أن انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ارتدت قبائل عربية ولم تبق مساجد تقام فيها الصلوات إلا مسجد المدينة ومكة وعبد القيس ، وقد تصدى لهم الصديق ، وأصحاب رسوله الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أزالوا شوكة الردة ، وخيرهم الصديق بين سلم مخزية أو حرب مجلية ،فاختاروا السلم لتوالي هزائمهم الأولى ، وكان منهم من اشترك في الفتوح الإسلامية التي كانت من بعدها كلمة الله هي العليا في المشرق والمغرب ، وفتح الله معها قلوب الناس ، فدخلوا في الإسلام أفواجا ، أفواجا .
وإن الآية الكريمة تومئ ثانيها أن تولي الكفار أعداء الإسلام واتخاذ النصرة منهم على المؤمنين ، وجعل الولاية لهم دون المؤمنين طريق إلى الارتداد ، لأن من يعتز بغير عزة الله تعالى ينقص من إيمانه بمقدار موالاته لأعداء الله تعالى ، واستمراره في الموالاة وإعطاء الولاية ، ولقد قال سبحانه:( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله . . .22 ) ( المجادلة ) .
وهنا يسأل سائل عن أمرين:أولهما – ما الموالاة التي تجر إلى الارتداد ؟ وثانيهما – ما حقيقة الردة ؟ ونقول في الإجابة عن السؤال الأول ، إن الموالاة التي تفضي إلى الارتداد مراتب أعلاها أن يستنصر بهم على أهل الإيمان ، كما كان يفعل بعض الملوك في الماضي ، وكما فعل بعض الوزراء الذين مالئوا التتار على المؤمنين ، حتى تمكنوا من أهل بغداد وغيرها من المدائن الإسلامية تقتيلا وتذبيحا ، وهذه المرتبة أحسب أنها ردة ، وليست ذريعة إليها فقط .
المرتبة المتوسطة – أن يواليهم في أوطانهم ، ويستنصر بهم ويجعل ولايته لهم من غير معاونة لهم على أهل الإيمان ، ولا تمكين لهم من رقاب المؤمنين ، وتكون هذه للمستضعفين في أرضهم على أهل الإيمان ، ولا تمكين لهم من رقاب المؤمنين ، وتكون هذه للمستضعفين في أرضهم وهؤلاء قد يفيض بهم الاستضعاف إلى أن يكونوا منهم ، وبذلك يسيرون في طريق الخروج عن الدين .
المرتبة الأخيرة – أن نقدس تعاليمهم ونحول مجتمعنا الإسلامي بما يشبه مجتمعهم ، حتى يكون ما عندهم أمرا غير قابل للمناقشة ، وما عندنا ولو كان من هدى الإسلام يكون قابلا للنقض ، بل للاستهانة ووضعه دبر الآذان مما نراه من بعض المثقفين الآن في الديار الإسلامية الذين لا يتبعون أعداء المسلمين ويقلدونهم في الصناعات والعلوم الكونية ، بل يقلدونهم في أهوائهم وشهواتهم ومجونهم ، ومعابثهم ، ويحسبون ذلك تقدما ، وما هو إلا ارتداد إلى الحيوانية البهيمية ، والأدهى من ذلك أن يعتبروا قوانينهم محكمة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، ويجعلوا شرع الله هملا مطويا في زوايا النسيان .
والجواب عن السؤال الثاني وهو تعرف حقيقة الردة ، أن الردة مراتب أيضا .
أعلاها – إنكار ما جاء في كتاب الله تعالى ، وإنكار الوحدانية والرسالة ، وإنكار كل أمر علم من الدين بالضرورة ككون الصلوات خمسا ، وكفرضية الزكاة والحج إلى آخر ما يعد إطار الإسلام ، من يخرج عنه قد خرج عن الإسلام ومن ذلك أحكام الزواج والطلاق .
ووسطها- إهمال الأحكام القرآنية ، واستبدال غيرها بها ، وزعم صلاحية غيرها ، وعدم صلاحية الأحكام القرآنية ومن ذلك قول الذين يقولون:إن أحكام القرآن خاصة بزمان نزوله دون غيره ، وإن للناس أن يبدلوا فيها ما شاء لهم التبديل .
وأدناها- تقليد غير المسلمين فيما عندهم من شر وجعل القرآن وآدابه ، والسنة وما اشتملت عليه أمرا مهجورا .
وإن المرتبة الأولى تبيح قتل معتنقيها ، والأخريان يحبس أصحابهما ، ويمنعوا من الجهر بنحلهم ، وذلك لولى الأمر ، وإن ذا النورين الامام عثمان – رضي الله عنه – قال:( إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ){[949]} . وإن الله وعد .
وإن وعده لصدق أنه إذا ارتد عن الإسلام من يرتد فيكون من بعدهم من يعتز الإسلام بهم ، ويرفعون شأنه ، ولذا قال تعالت كلماته:( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) .
هؤلاء هم الذين وعد الله بأنهم سيزيدون عدد المؤمنين ، إذا خرج من صفوفهم ا لمنافقون ، والذين يوالون أعداء الله ، وإن ( سوف ) هنا لتأكيد وقوع الأمر في المستقبل ، والتعبير – ب ( يأتي الله بقوم ) فيه إشارة إلى أمرين:أحدهما – أن الله سبحانه الذي خلقكم ، وهو ولى المؤمنين هو الذي يأتي بهؤلاء الأقوام الذين يحبهم ويحبونه . . . ، وثانيهما – أنهم يكونون قوما متحدة مشاعرهم وأحاسيسهم ، قد كانت قوميتهم نصرة الله ورسوله بنصرة الدين الحكم ، ولذا عبر عن هؤلاء بأنهم قوم ، أي عنصر قوى متآزر وحدته مكونة من الإيمان ، ولا يكونون تابعين لغير دين الله تعالى .
وقد وصف الله تعالى أولئك الذين يأتي بهم في المكان الذي أخلاه المرتدون بأربع صفات هي من نعم الله تعالى عليهم ، أولها – أن الله تعالى يحبهم وهم يحبونه ، وإن محبة الله تعالى للمؤمنين أعلى ما يصل إليه أهل الإيمان من نعمه ، ومحبة المؤمنين لله أعلى درجات الطاعة والإيمان .
ومحبة الله تعالى لعباده التي تليق بذاته الكريمة المنزهة عن مشابهة الحوادث ، هي أعلى درجات الرضا ، فهي ليست الجزاء على النعيم وحده ، ولا الغفران وحده ، ولكنها مع الرضوان أكبر من ذلك ، وقد قال تعالى في جزاء المؤمنين الخالصين لله تعالى:( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيهاو مساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم 72 ) ( التوبة ) .
وعندي أن مكافأة الله تعالى لعباده بفضل منه ثلاث مراتب:المرتبة الأولى – الغفران والنعيم المقيم ، والمرتبة الثانية – رضاه سبحانه وتعالى ، والمرتبة الثالثة – وهي أعلى درجات المحبة ، وهي الرضوان الكامل ، ومحبة الله حال تليق بذاته العلية .
هذه محبة الله تعالى ومحبة العباد له سبحانه – الإحساس بتجاه النفس إلى الله تعالى ، والشعور بأنه ملء نفسه وقلبه ، وأنه لا يدخل في قلبه شيء غير عظمة الله تعالى وجلاله ، فلا يحس بأن في الوجود غيره ، وأن تلك المحبة ثمرتها القريبة الدانية الطاعة المطلقة لله ولرسوله ، فلا يكون محبا من يعصي حبيبه ،ولذا قال الله تعالى:( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم31 ) ( آل عمران ) .
فالمحبة لله وطاعته ، والقيام بالتكليفات الشرعية أمران متلازمان فالطاعة لازمة للمحبة ، وليس بصحيح ما يجري على ألسنة بعض مدعى التصوف ، من أن المحبة لله إذا وصلت إلى أعلى درجاتها ، سقط التكليف بالأعمال الظاهرة ، بل إن المحبة البالغة تزيد الطاعة تثبيتا ، وأحب خلق الله تعالى لله ، وأكثرهم محبة له سبحانه هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما قصر في تكليفه قط ، ولا يتصور منه ذلك ، وقد طالبه الله تعالى بأكثر مما طالب به غيره ، فقد قال تعالى:( يا أيها المزمل 1 قم الليل إلا قليلا 2 نصفه أو انقص منه قليلا 3 أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا 4 إنا سنلقي قولا ثقيلا5 إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا 6 ) ( المزمل ) .
الصفتان الثانية والثالثة – هما اللتان ذكرهما سبحانه وتعالى بقوله تعالت كلماته:
( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) والمعنى السامي لهذين الوصفين الكريمين أنهم أرقاء على المؤمنين في معاملتهم يخفضون جناحهم ، كما قال تعالى في رفق الولد للأبوين:( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة . . .23 ):( الإسراء ) فهي ذلة حانية خفض جناح الأخ لأخيه غير المتحكم فيه هي من قبيل التآلف العاطفي ، لا من قبيل الخنوع الذميم .
ومعنى قوله السامي:( أعزة على الكافرين ) أنهم ينظرون إليهم نظرة العزيز الغالب لا نظرة الذليل الخانع ، فهم لا يتملقونهم ، ولا يترضونهم في غير مرضاة الله ، و ( عز ) في أصل معناها غلب ، كما قال تعالى:(. . .وعزني في الخطاب23 ) ( ص ) أي غلبني في الخطاب وسيطر على الخصومة .
وهنا يرد سؤال لماذا تعدت كلمة أذلة على المؤمنين ب ( على ) دون اللام ، وقد أجاب الزمخشري في الكشاف عن ذلك بقوله:( فيه وجهان:أحدهما – أن يضمن الذل معنى الحنو والعطف ،كأنه قيل عاطفين عليهم على وجه التذلل والتواضع – والثاني – أنهم مع شرفهم وعلو طبقتهم وفضلهم على المؤمنين خافضون لهم أجنحتهم ، ونحوه قوله عز وجل:(. . .أشداء على الكفار رحماء بينهم . . .29 ) ( الفتح ) .
وخلاصة القول ، أن هؤلاء المؤمنين يعاملون إخوانهم برفق ومحبة وبشاشة وعطف ، ويعاملون أعداء الإسلام بغلظة وخصوصا في الميدان كما قال الله سبحانه:(. . .جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم . . .73 ) ( التوبة ) وقد جاء في الآثار في صفة الرسول صلى الله عليه وسلم إنه ( الضحوك القتال ){[950]} فهو ضحوك لأوليائه قتال لأعدائه .
الصفة الرابعة بينها سبحانه وتعالى بقوله ، ( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ) .
المجاهدة المغالبة وبذل الجهد ، وهو أقصى الطاقة ، في سبيل الله أي:في سبيل رفعة كلمة الحق ونصر دينه وإعلاء شأنه ، وكل مجاهدة في إعلاء حق وخفض باطل هي في سبيل الله ، لأن طريق الله تعالى هي طريق الحق إيا كان موضعه ، وأيا كان باعثه لأن شرع الله تعالى يدعو إلى الحق وإلى صراط مستقيم .
وإن الجهاد تتنوع ضروبه ، وتختلف أساليبه ، فقد يكون بالسيف لإعلاء كلمة الله ، ورد الأعداء عن أهل الإيمان ، وقد يكون ببذل المال لنصر الدين الحق ، وإعلاء كلمة أهل الإيمان ، وقد يكون باللسان ببيان الحقائق الإسلامية وتأليب الناس على المشركين ولقد قال – عليه السلام – ( جاهدوا المشركين بأنفسكم وألسنتكم وأموالكم ){[951]} .
وإن الجهاد في الحق يوجب على المجاهد ألا يخشى غير الله ، ولذلك وصف الله سبحانه أولئك المجاهدين بأنهم:( ولا يخافون لومة لائم ) . أي لا يخافون لوما قط من أي لائم كائنا من كان ، واللومة هي المرة من اللوم ، وكان التعبير باللومة دون اللوم للمبالغة في نفى الخوف لأنها منكرة ، ومن تصدر عنه منكر ، أي لا يخافون لأي لومة سواء أكانت شديدة أو كانت رقيقة ، ومن أي لائم سواء أكان كبيرا أو كان صغيرا ، وسواء أكان ينفع ويضر أم كان لا خير فيه ، هذا ما ذكره المفسرون ، ونلتمس وجها ، آخر للتعبير ، باللومة وهو أن التعبير بفعل المرة يفيد وقوع اللوم ، لا مجرد توقعه ، أي أن هؤلاء لا يخافون اللوم الواقع ، بل يتحملونه مع ما فيه من ابتلاء واختبار قد يكون شديدا ، وقد حبب الله تعالى لعباده الجهاد في سبيل رفع الحق ، فقد جاء على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام:( أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر ){[952]} وقال عليه السلام:( ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه شهده فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق أن يقول بحق ){[953]} وقال عليه السلام:( لا يحقرن أحدكم نفسه ، بأن يرى أمرا لله فيه مقال فلا يقول فيه{[954]} .
( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ) الإشارة في هذا النص السامي ، إما أن تكون لكل ما سبق من إيمان صادق ، ومحبة من الله ورضوان منه ومحبة من العبد ومعها الطاعة المطلقة لله ولرسوله ، وتعاطف وتراحم بينهم ، وشدة على أعدائهم وجهاد في سبيله ، وإما أن تكون لأقرب مذكور ، وهو الجهاد في سبيل الله واطراح لوم اللائمين وعدم الالتفات إليهم ، وإنه على الاحتمالين ذلك من فضل الله تعالى ، الذي يصطفي من عباده من يكون أهلا لذلك ، ويعمل بإرادته ليصل إلى هذه ، وكانت هذه الصفات من فضل الله تعالى ، لأن الإخلاص لله تعالى ، والفناء في محبته نعمة لا يدركها إلا من يذوق حلاوتها ، والتآلف بين المؤمنين والتعاطف والبر فضل كبير تعتز به الأمم ، والوقوف أمام الأعداء ، والجهاد في سبيله ، والرضا به ، والعمل فيه فوز عظيم لأنه حماية للحوزة ، ومنع للذلة .
وقد ذيل سبحانه وتعالى النص بقوله تعالت كلماته:( والله واسع عليم ) .
أي والله سبحانه وتعالى جل جلاله واسع الفضل والجود والرحمة ، يجود بفضله على من يشاء من عباده ، وهو عليم بمواضع الفضل ومن يستحقه ومن لا يستحقه ، وأطلق الوصف لله تعالت كلماته ذاته المقدسة للإشارة إلى السعة في كل شيء ، فهو يوسع في الرزق لمن يشاء ، وييسر من يشاء للجهاد بنفسه أو بلسانه أو بماله ، وهو يسع الناس جميعا برحمته ، اللهم اجعلنا في سعة رحمتك .