{أَلا إِنَّ للَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأرضِ} فهو الذي خلقها من العدم ،وهو القادر عليها والمسيطر على مقاليدها ،فلا يعجزه شيء منها ،فإذا شاء شيئاً تحقق ،وإذا وعد بشيء كان حقّاً ،خلافاً لهؤلاء الشركاء الذين لا يملكون السيطرة على الأشياء ،فقد يعدون ويخلفون ،لأنهم لا يملكون الأمر كله ،ما يجعل من قضيّة الوفاء بالوعد وعدمه قضيةً خاضعةً للظروف الموضوعية الثابتة أو الطارئة التي تقتضي وجوده أو عدمه ،{أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} لأنهم لا يعرفون سرّ قدرة الله وسعة ملكه وعظمة خلقه ،فبيده أمر الحياة والموت ،وبيده تفاصيل ذلك كله