قوله تعالى:{ألا إن لله ما في السماوات والأرض ...} [ يونس: 55] الآية .
قاله هنا بلفظ"ما "ولم يكرّره ،وقاله بعدُ بلفظ"مَنْ "وكرّره({[265]} ) لأن"ما "لغير العقلاء ،وهو في الأول المال ،المأخوذ من قوله تعالى:{لافتدت به} ،ولم يكرّر"ما "اكتفاء بقوله قبله:{ولو أنّ لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به} [ يونس: 54] .
و "مَنْ "للعقلاء ،وهم في الثاني قوم آذوا النبي صلى الله عليه وسلم ،فنزل فيهم{ولا يحزنك قولهم} [ يونس: 65] وكرّر:"مَنْ "لأن المراد مَنْ في الأرض ،وهم القوم المذكورون ،وإنما قدّم عليهم «من في السماء » لعلوّها ،ولموافقة({[266]} ) سائر الآيات ،سوى ما قدّمته في"آل عمران "،وذكر({[267]} ) قوله بعد:{له ما في السموات وما في الأرض} [ يونس: 68] بلفظ"ما "وكرّر لأن بعض الكفار قالوا:{اتخذ الله ولدا} [ يونس: 68] فقال تعالى:{له ما في السموات وما في الأرض} ( أي اتخاذ الولد إنما يكون لدفع أذى ،أو جلب منفعة ،والله مالك ما في السموات والأرض ) ({[268]} ) فكان المحلّ محلّ"ما "ومحلّ التكرار ،للتعميم والتوكيد .
فإن قلتَ: لمخصّ{ما في السموات وما في الأرض} بالذكر ،مع أنه تعالى مالك أيضا للسموات والأرض وما وراءهما ؟
قلتُ: لأن في السموات والأرض ؛الأنبياء ،والملائكة ،والعلماء ،والأولياء ،ومن يعقل فيهم أحقّ بالذكر ،مع أن غيرهم مفهوم بالأولى .