{ ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون 55} .
{ ألا} للتنبيه إلى عظم ما يجيئ بعدها لدلالته على القدرة القاهرة والسلطان الظاهر .
{ إن لله ما في السماوات والأرض} من نجوم ذات أبراج ، وأرض ذات جبال ، ومعادن ، وأحياء غير ذلك ، وأن من يملك شيئا يحكمه ويكون في قبضة يده ينظمه بحكمته وعدالته ، وأنه يبدأ الخلق ثم يعيده وإن الحساب أمر ثابت ، وإن الله لا يخلف الميعاد ، وإن موعده حق لا يقبل التخلف . وفي الكلام إخبار مؤكد من الله تعالى وعده حق ، فقال سبحانه بعد بيان ملكيته المطلقة للكون وما فيه وقدرته:{ إن وعد الله حق} وهذا تأكيد من الله تعالى مؤكد بإضافته إلى الله تعالى العلي الأعلى .
{ ولكن أكثرهم لا يعلمون} الاستدراك هنا لمخالفة المخالفين بعد تأكد الخبر من فم الأمين الصادق ومن الله تعالى ، وذلك يوجب التصديق والإذعان والإيمان وحكم على الكثرة لا على الجميع ؛ لأن الذين لا يعلمون الحق وأخذوا بالمادة هم الأكثرون كقوله تعالى:{ وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله . . . .116}( الأنعام ) .
ولقد قرب الله تعالى البعث بأمر يرونه كل يوم ، فقال تعالى: