اختلاف الليل والنهار
{إِنَّ فِي اخْتِلافِ الَّليْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} ويشعرون بقيمة المعرفة من خلال دراسة الوسائل التي تصل بالناس إلى أسرار خلق الله عندما تكشف أمامهم دقّة النظام الكوني ،فيعيشونفي داخل أنفسهمالشعور بعظمة الله ،فيتعبّدون له بإخلاص ،ويتقونه بانضباط .وبذلك يريد الإسلام للتقوى أن ترتكز على أساس متينٍ ثابتٍ من العلم والوعي والإيمان ،ولا يريدها مجرّد حالة انفعاليّةٍ سريعةٍ تزول مع أيّة مشكلة صغيرةٍ ذاتيةٍ .ولهذا كان التدقيق يحقّق للإنسان بعض الوعي للحكمة الإلهية التي تكمن من خلف الظاهرة ،كما أن رصد القوانين الطبيعيّة والسنن الكونية الإِلهية التي تتحرك في هذه المخلوقات الجامدة والحيّة في السموات والأرض ،يوحي بعظمة القوّة الخالقة وحكمة الإله الحكيم .وفي ضوء ذلك ،نستوحي انطلاق المعرفة العلمية من التدبر والتأمّل في الموجودات والظواهر بعمق ،لتكون هي الأساس للتقوى وللعبادة وللالتزام في الإسلام ،خلافاً للمقولة التي تجعل من مسألة الإيمان مسألة غير عقلانية وغير علميّة ،وقد سبق الحديث عن بعض ذلك في تفسير آيةٍ مماثلةٍ لهذه الآية في سورة البقرة ،فراجع .