/م5
{ إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ} في حدوثهما وتعاقبهما في طولهما وقصرهما بحسب اختلاف مواقع الأرض من الشمس والنظام الدقيق لهما بحركتيها اليومية والسنوية ، وطبيعة كل منهما وما يصلح فيه من نوم وسكون وعمل ديني ودنيوي{ ومَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاواتِ والأَرْضِ} من أنواع الجماد والنبات والحيوان{ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ} ، أي أنواعا من الدلائل والبينات على سننه في النظام ، وحكمه في الإبداع والإتقان ، وفي تشريع العقائد والأحكام ، لقوم يتقون عواقب مخالفة سننه في التكوين ، وسننه في التشريع ، فالأفراد الذين يخالفون سنن الصحة البدنية يمرضون ، والشعوب التي تخالف سنن الاجتماع والعمران تخرب بلادها ، وتضعف دولها ، ويغير الله تعالى ما بها بتغييرها ما في أنفسها ، كذلك الأفراد الذين يخالفون هدايته الشرعية في تزكية الأنفس فيدنسونها بالشرك والخرافات ، ويفسدونها بالفواحش والمنكرات ، يجزون على ذلك كله في الآخرة ، ويجزى بعضهم على بعضها في الدنيا ( كما بينا ذلك في مواضع أخرى ) .