{رُؤيَاكَ}: الرؤيا: تصور المعنى في المنام على توهم الأبصار .
{كَيْدًا}: الكيد: ضرب من الاحتيال ،وقد يكون مذموماً وممدوحاً ،وإن كان يستعمل في المذموم أكثر ،وكذلك الاستدراج والمكر .
عقدة الشيطان
{قَالَ يا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ} لأنها توحي لهم بتفوقك عليهم في مستقبل عمرك ،فقد يستوحون منها ما استوحيتُ ،من أنهم هم الكواكب التي تسجد لك ،{فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا} ،فيسعون إلى هلاكك ،ليمنعوا ما ينتظرك من مستقبل مشرق ،ظناً منهم أنهم يستطيعون تغيير ما يريد الله له أن يكون ،وهذا ما تسوّله لهم أنفسهم الأمّارة بالسوء الغارقة في ضباب الأوهام والأحلام الكاذبة ، والواقعة تحت تأثير أفكار الشرّ والجريمة التي يبثها فيهم الشيطان ،من خلال العقدة المتأصّلة بالذات التي يتعامل معها بطريقة تزيدها تعقيداً ،ويزيد بالتالي في ضلال الإنسان الذي يستسلم له فيحركه في اتجاه معصية الله ،ليفسد عليه حياته ،ومصيره ،فيقوده إلى عذاب الله في الآخرة ،وتلك هي العقدة الشيطانية التي بدأت بخروجه من دائرة رحمة الله ،لامتناعه من السجود للإنسان الأول المتمثل بآدم ،فكانت عقدته الكبيرة ،أن يجرّ ذريته إلى النار ليكون مصيرهم ومصيره واحداً ،على غرار ما يفعله الأعداء مع أعدائهم{إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} في مقاصده ووسائله .